Search
Close this search box.

معلّم مع بندقيّة في المدرسة

عندما كنت في المرحلة الثانويّة (كان عمري ربّما 16-17 عامًا) كان لدينا معلّم رياضيّات يمشي في المدرسة وبندقيّة معلّقة في حزامه، كانت سلاحه الشّخصيّ. كان الطلّاب يتهامسون أنّه مستوطن، ولكنّني لم أفهم تمامًا ماذا تعني هذه الكلمة. أعتقد أنّ هذه الكلمة جعلتني أفهم أنّ السلاح “للدّفاع الذاتيّ” لأنّه “يسكن في منطقة خطيرة”، ولذلك هذا منطقيّ. كان الطلّاب (الذكور) يعتبرونه معلّمًا لطيفًا، وأنا قبلت هذه الفرضيّة، على الرغم من أنّني كنت أعتبره نكدًا وغير لطيف. لم يحدث أيّ شيء خاصّ مع البندقيّة، ولكنّها كانت حاضرة جدًّا، لدرجة أنّني كنت أتعرّف على المعلّم من الخلف في الرِواق، لأنّني كنت أبحث عن البندقيّة المعلّقة على الحزام. أتذكّر أنّ هذا المعلّم أوصلني بسيّارته مرّة أو مرّتين إلى البيت. لقد كان ذلك عملاً لطيفًا من طرفه، ولكن بنظرة إلى الوراء، كنت طفلة مع رجل غريب ومسلّح في سيّارة.

حضور السلاح في المدرسة، ولذلك، عمليًّا، كان المعلّم المسلّح محاط دائمًا بالأولاد وباقي طاقم المدرسة.

كانت هناك بعض المحادثات بروح شبابيّة بين الطلّاب، فكان من يعتقد أنّ هذا أمرًا رائعًا، وهناك من يضحك ويقول “إذا ضايقت خلال الحصّة سيطلق المعلّم النار عليك”. لم تكن هناك أيّ محادثات بيننا وبين أحد البالغين. وبشكلٍ خاصّ، لم يتطرّق أحد لذلك بتاتًا. كانت هناك بعض المحادثات بروح شبابيّة بين الطلّاب، فكان من يعتقد أنّ هذا أمرًا رائعًا، وهناك من يضحك ويقول “إذا ضايقت خلال الحصّة سيطلق المعلّم النار عليك”. لم تكن هناك أيّ محادثات بيننا وبين أحد البالغين. وبشكلٍ خاصّ، لم يتطرّق أحد لذلك بتاتًا.

لا شكّ أنّني انتبهت إلى البندقيّة وأنّ شيئًا ما متعلّق بها ضايقني، ولكن لم تكن لديّ أيّ أدوات تساعدني على أن أفهم ماذا يضايقني، وأن أتطرّق لهذا الموضوع. أعتقد أنّني أقنعت نفسي أنّ هذا الأمر على ما يُرام وأنّه آمن لأنّه معلّم، و “المعلّمون ليسوا عنيفين تجاه الأولاد”، وإذا حصل أمر ما (لأنّهم كانوا يطنطنون الموضوع “الأمنيّ” باستمرار)، سيكون قادرًا أن “يحمينا”. بنظرة إلى الوراء، هذه الفكرة خطيرة، لأنّه إذا “حدث أمر ما” فعلاً، فهو ليس جزءًا من الطاقم الأمنيّ، ولم يتم تدريبه بأيّ شكلٍ من الأشكال. وفقًا لذلك، من المفضّل ألّا يسحب بندقيّته تحت أيّ ظرف.

من الواضح بالنّسبة لي اليوم أنّ هذه الحالة كانت خطيرة جدًّا. كان من الممكن للمعلّم، أو لأيّ أحد يقف إلى جانبه، أن يسحب المسدّس في بيئة أغلبها من الأولاد. هذه أيضًا حالة غير منطقيّة من الناحية التربويّة، والتي يسمح بها جاهز التعليم الإسرائيليّ فقط.

شاركي:

Facebook
Email
WhatsApp
Telegram
Twitter

نحن بحاجة إلى تبرّعك!

بواسطة paypal أو بطاقة اعتماد

*بعد نقر الزر أشير/ي على تبرع شهري

أو من خلال تحويلة بنكية:

• العيش إلى جانب السلاح •
في المسرح العربيّ-العبريّ في يافا في 21.11.21 السّاعة 19.00

بمناسبة اليوم الدّوليّ للقضاء على العنف ضدّ المرأة امرأة لامرأة و"ائتلاف المسدّس على طاولة المطبخ" يدعونكنّ للاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس ائتلاف المسدّس على طاولة المطبخ وإطلاق مجموعة الشّهادات الشّخصيّة:

1. يُشارك في الأمسية:

آيات أبو شميس شاعرة، مدوّنة وناشطة اجتماعية يافويّة

2. قراءة الشّهادات الشّخصيّة:

أوسنات طرابلسي منتجة سينمائيّة وناشطة سياسيّة

ميساء إرشيد محاميّة وناشطة سياسيّة ونسويّة

3. مقطع من مسرحية “القتل بالتراضي“: الحاصلة على جائزة الثّناء في مهرجان عكّا في عام 2021

حانا فازانا غرينوالد
إخراج ودراماتورجيا

راحيلي بينكاس، زيتا يِغودايفا زينغر
ممثّلات

4. في الاحتفالية س ٌتعرض أعمال فنية وبصرية بإيحاء من الشهادات بالتعاون مع طالبات الاكاديمية بتسلئيل