قبل عدّة سنوات، خلال يوم تنظيف وترميمات في مكتب الجمعيّة التي كنت أديرها، دخلنا لننظّف مخزنًا مليئًا بالأشياء ولم نكن نعرف ماذا يوجد به. عندنا أفرغنا المخزن رأينا أنّ هناك شبّاك من البيت القريب يطلّ على مخزننا. على درابزين المخزن عُلّق كيس قماش (من جهتنا). هممت لأنزل الكيس وعندها شعرت أنّ به شيء ثقيل جدًا. فتحته بحذر ورأيت مسدّسًا هناك. حتّى تلك اللحظة، لم أرَ أبدًا مسدّسًا حقيقيًا عن قرب.
خفت جدًا. ناديت على شريكتي بالإدارة، أريتها إيّاه وفكّرنا سويًا ما العمل. كان من الواضح لنا أنّ المسدّس للجار أو لشخص من عائلته وأنّهم يخبئونه في هذا المكان عن قصد، كي لا يُكتشف أو يُنسب إليهم في حال تمّ اكتشافه. تناقشنا إذا كان علينا الاتصال بالشرطة. لم نُرد مشاكل مع الجيران حيث أدركنا أنهم في عالم الإجرام، لكنّنا لم نرغب بتحمّل المسؤوليّة بتجاهل الأمر وإبقاء المسدّس هناك.
باقي أفراد الطاقم بدأوا يفهمون أن هناك شيئًا مشبوهًا يجري في المخزن وهذا كان صعبًا أيضًا- ففي مخيّلتي- كلّما عرف عدد أقل من الناس حول الأمر كان أفضل لهم.
في النهاية، اتصلنا بالشرطة وطلبنا منهم أن يأتوا بهدوء وخفية لكنهم أتوا بقوّات كبيرة وعدّة دوريات، ما زاد خوفنا. صرخ الشرطي “من طلب الشرطة” فأخافنا أكثر، لأنّ كلّ الحيّ صار يعرف الآن أنّنا “فسّادون”، واحترنا ماذا سيحدث إذا اكتشف الجار أنّ مسدّسه اختفى.
بالموازاة، بدأت التفكير بكل الناس من حولي، ومن منهم رأى بالسابق سلاح أو حتى أمسك سلاحًا وأطلق النار به. لأنني أعمل بمنظّمة ثنائيّة القوميّة، فهمت أنّ كلّ اليهود الذي يعملون معي والذي كانوا في الجيش عاشوا شيئًا بعيدًا جدًا عنّي وعن تجربة حياتي.