Search
Close this search box.

قبل عدّة سنوات، خلال يوم تنظيف وترميمات في مكتب الجمعيّة التي كنت أديرها، دخلنا لننظّف مخزنًا مليئًا بالأشياء ولم نكن نعرف ماذا يوجد به. عندنا أفرغنا المخزن رأينا أنّ هناك شبّاك من البيت القريب يطلّ على مخزننا. على درابزين المخزن عُلّق كيس قماش (من جهتنا). هممت لأنزل الكيس وعندها شعرت أنّ به شيء ثقيل جدًا. فتحته بحذر ورأيت مسدّسًا هناك. حتّى تلك اللحظة، لم أرَ أبدًا مسدّسًا حقيقيًا عن قرب.

خفت جدًا. ناديت على شريكتي بالإدارة، أريتها إيّاه وفكّرنا سويًا ما العمل. كان من الواضح لنا أنّ المسدّس للجار أو لشخص من عائلته وأنّهم يخبئونه في هذا المكان عن قصد، كي لا يُكتشف أو يُنسب إليهم في حال تمّ اكتشافه. تناقشنا إذا كان علينا الاتصال بالشرطة. لم نُرد مشاكل مع الجيران حيث أدركنا أنهم في عالم الإجرام، لكنّنا لم نرغب بتحمّل المسؤوليّة بتجاهل الأمر وإبقاء المسدّس هناك.

باقي أفراد الطاقم بدأوا يفهمون أن هناك شيئًا مشبوهًا يجري في المخزن وهذا كان صعبًا أيضًا- ففي مخيّلتي- كلّما عرف عدد أقل من الناس حول الأمر كان أفضل لهم.

في النهاية، اتصلنا بالشرطة وطلبنا منهم أن يأتوا بهدوء وخفية لكنهم أتوا بقوّات كبيرة وعدّة دوريات، ما زاد خوفنا. صرخ الشرطي “من طلب الشرطة” فأخافنا أكثر، لأنّ كلّ الحيّ صار يعرف الآن أنّنا “فسّادون”، واحترنا ماذا سيحدث إذا اكتشف الجار أنّ مسدّسه اختفى.

بالموازاة، بدأت التفكير بكل الناس من حولي، ومن منهم رأى بالسابق سلاح أو حتى أمسك سلاحًا وأطلق النار به. لأنني أعمل بمنظّمة ثنائيّة القوميّة، فهمت أنّ كلّ اليهود الذي يعملون معي والذي كانوا في الجيش عاشوا شيئًا بعيدًا جدًا عنّي وعن تجربة حياتي.

شاركي:

Facebook
Email
WhatsApp
Telegram
Twitter

نحن بحاجة إلى تبرّعك!

بواسطة paypal أو بطاقة اعتماد

*بعد نقر الزر أشير/ي على تبرع شهري

أو من خلال تحويلة بنكية:

• العيش إلى جانب السلاح •
في المسرح العربيّ-العبريّ في يافا في 21.11.21 السّاعة 19.00

بمناسبة اليوم الدّوليّ للقضاء على العنف ضدّ المرأة امرأة لامرأة و"ائتلاف المسدّس على طاولة المطبخ" يدعونكنّ للاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس ائتلاف المسدّس على طاولة المطبخ وإطلاق مجموعة الشّهادات الشّخصيّة:

1. يُشارك في الأمسية:

آيات أبو شميس شاعرة، مدوّنة وناشطة اجتماعية يافويّة

2. قراءة الشّهادات الشّخصيّة:

أوسنات طرابلسي منتجة سينمائيّة وناشطة سياسيّة

ميساء إرشيد محاميّة وناشطة سياسيّة ونسويّة

3. مقطع من مسرحية “القتل بالتراضي“: الحاصلة على جائزة الثّناء في مهرجان عكّا في عام 2021

حانا فازانا غرينوالد
إخراج ودراماتورجيا

راحيلي بينكاس، زيتا يِغودايفا زينغر
ممثّلات

4. في الاحتفالية س ٌتعرض أعمال فنية وبصرية بإيحاء من الشهادات بالتعاون مع طالبات الاكاديمية بتسلئيل