قبل سنة كنت بمظاهرة صغيرة شارك بها 15 شخص في مجمّع “سارونا” في تل أبيب ضدّ مساق بالتخنيون حول التسويق وبيع السلاح. في مرحلة ما، وصل شخص، يبدو في الثلاثين من العمر، وبدأ يصرخ علينا. لم أفهم ماذا يريد بالضبط على مستوى المضمون، لكن بشكل عامّ كان من الواضح أنّه يتطرّق لمضمون مظاهرتنا، إلّا أنّه صرخ علينا من دون علاقة بأيّ شيء.
وقفت أنا وأربع ناشطات في دائرة مع طبول وأخذنا نقرع الطبول كجزء من المظاهرة، وكانت معظم صرخاته نحونا.
في مرحلة ما، صار أعنف، وأخذ يصرخ بتهديدات ويركض نحونا بصورة مهدّدة.
وعندها سحب مسدّسًا.
في تلك المرحلة كان من الواضح من سلوكه أنّه مختلّ عقليًا، بحيث كان سحبه للمسدّس مفاجئًا، ومهدِّدًا جدًا. ولم يكن واضحًا ماذا يريد منّا. لوّح بالمسدّس قليلًا واختفى. بعد ذلك فكّرنا أنّ هناك احتمال كبير بأن لا يكون المسدّس حقيقيًا- لم يره أحد ما بما فيه الكفاية ليتأكّد من الأمر. لكن، مجرّد حقيقة أنّ الشعور كان أن شيءما يمكن أن يحدث، وخصوصًا مع شخص مختلّ عقليًا لا يمكن قياس نتائجه، كان مهدّدًا جدًا.