من الحوادث الغريبة التي مررت بها مؤخّرًا
مركز جفعاتايم، ساعات المساء، أنا وآفي نبني خزانة من “إيكيا” في صالون البيت، ابنتي تقرأ في سريرها، وإذ بطرق على الباب يشوّش الهدوء. يفتح آفي الباب فيدخل شابّ مضغوط وخائف، ويقول إنّ هناك مخرّب في الخارج وأنّه يريد مسدّسًا.
تقفز ابنتي من سريرها مذعورة، تسمع كلمة “مخرّب”، وتجهش بالبكاء. يحاول الشاب أن يهدّئ من روعها، وأنا أحاول أن أفهم ما الذي يجري بحقّ السماء! يتردّد الشاب، لا يعرف إذا عليه أن يغادر البيت أو أن يبقى فيه، وأنا أعلن أنّني سأقفل الباب. يطلب الشاب مسدّسًا مرّة أخرى، ويقرّر أن يغادر من دون مسدّس (وكأنّني كنت سأعطيه مسدّسًا لو كان بحوزتي واحد).
أطلّ من الشبّاك، مطعم البيتسا أمام البيت فارغ، البار المقابل نصف ممتلئ، هناك حشد صغير في الشارع، وحركة المرور منتظمة.
أهدّئ ابنتي وأقول لها إنّ الشاب مرتبك، وإنّ كلّ شيء على ما يُرام، وإنّ هذا بالتأكيد إطار سيّارة انفجر. أحضنها، أقبّلها، وأسمع طرق على الباب مرّة أخرى. لقد عاد الشابّ. أقول له إنّه غير مرحّب به، فيجيبني: “لقد كان إنذارًا خاطئًا، أنا آسف”.
تبيّن بعد ساعة أنّ إطار حافلة الركّاب قد انفجر.
شعب إسرائيل يعيش على أعصابه.
أذكّر نفسي بأن أتنفّس.
أيّار 2022