كنت طالبًا في دراسات الكهرباء في جامعة تل أبيب.
في قسم دراسات الكهرباء، وفي إطار تمارين المختبر، كان أحد المرشدين، الذي وجّه مجموعة طلاب، يأتي بلباس مدنيّ للدرس واضعًا سلاحه قرب حوضه، مكشوفًا ومعلّقًا على البنطلون بحيث يمكن رؤيته والشعور به.
استمر المساق فصلًا كاملًا، وبوتيرة لقاء كلّ أسبوعين كنت أصطدم بالمرشد. لم يشرح أحد هذا المشهد الذي بدا غريبًا في نظري. لم أتحدث بتاتًا عن الموضوع مع الآخرين في الصفّ.
أجرّ معي في ذاكرتي، حتّى هذا اليوم، تلك التجربة المهدِّدة التي بدت غير طبيعيّة في المشهد الأكاديميّ، وبشكل عامّ.
من غير الواضح لي لماذا كان يجب على مرشد الطلاب أن يتجوّل مع سلاح في الحرم الجامعيّ؟
كان يصيبني الاشمئزاز في كلّ مرّة كنت فيها بالدرس. كعربيّ، أرى بكلّ شخص مسلّح عدوي. هذا بشكل عام مرتبط بالجنود، الذين اعتدنا، بطريقة أو بأخرى، أن نراهم مع سلاح، لكن أن نرى أشخاصًا مدنيين مع سلاح فهذا يمرّر رسالة بأنّه حتى المدنيّين مثلي هم ضدي حين يكونون مسلّحين. بناءً على ما عايشته، ينتزع المرشد في حيّزي قوّة فائضة لكي يدافع عن نفسه من “العربيّ”، أيّ يتحوّل إلى “عدو” بالقوّة – وهذا يصدمني، لأنني عربيّ.
لماذا يحمل السلاح؟!
الرسالة التي تُفهم هي أنّه يحمل سلاحًا لأنّ حوله عربًا وفلسطينيّين يجب الدفاع عن النفس منهم، هو يبثّ قوّة وينتهك التوازن والهدوء في الحيّز المشترك والمدنيّ، خصوصًا عندما لا يكون الحديث عن مسدّس رجل أمن/شرطيّ وما إلى ذلك حيث يكون السلاح في إطار العمل.