نا قابلة مولّدة (داية)، عمري 42 عامًا، من شمال البلاد وأعمل في مستشفى.
في أقسام الولادة، في المستشفيات ممنوع الدخول إلى القسم مع سلاح.1
أنجبت امرأة حامل وليدها الأول، واتصلت بزوجها الجنديّ، الذي كان كما أذكر موجودًا في قاعدة عسكريّة بمنطقة الجنوب، ووصل من هناك إلى المستشفى بالزيّ العسكريّ وبحوزته سلاحه وحقيبته العسكريّة. دخل إلى غرفة الولادة، الزوجة كانت قد ولدت، ففقد وعيه كما يبدو من كثر الفرح/التعب، من غير الواضح ما السبب. اضطر الطاقم الطبيّ أن يعطيه إسعافًا أوليًّا عندما كان فاقدًا للوعي على الأرضيّة والسلاح عليه يغطي أغلب أجزاء جسده، ما صعّب إعطائه الإسعاف الأوليّ.
رفعناه فورًا على السرير مع البندقية، أدخلنا له معالجة وريديّة سائلة وعالجه الطاقم بينما كان سلاحه عليه. لحسن الحظّ أنّه استيقظ سريعًا ولم يفقد وعيه لوقت طويل.
من الصعب جدًا معالجة إنسان بينما السلاح على جسده، لم نقترب من البندقيّة، فكّرنا بإخراج السلاح لكننا لم نكن نعرف إن كان فيه رصاص أم لا وكم يشكّل هذا خطرًا علينا، خصوصًا أنّ كلّ الطاقم من المجتمع العربيّ ولا يوجد لأحد منهم خلفية عن قطع السلاح.
التجوّل مع سلاح أمر خطر ويمنع العلاج والإسعاف الطبيّ للمريض.
في تلك اللحظة صُدمت، كمن تُقدّم الإسعاف الطبيّ، خصوصًا لأنّني كنت القابلة المولّدة المسؤولة عن المرأة التي ولدت للتوّ طفلًا لزوجها المسلّح فاقد الوعي!
كان الوضع متوترًا ومخيفًا، فمن جهة لم أعرف التاريخ الطبيّ للزوج، ومن جهة أخرى شعرت بالرعب بشكل شخصيّ عندما قمت بإسعاف مريض بزيّ عسكريّ وسلاح.
عندنا في المستشفى لا توجد خزنة لوضع السلاح بمدخل المستشفى […] برأيي ممنوع بتاتًا أن يأتي شخص مع سلاح إلى مركز طبيّ لأنه المستشفى مبدئيًا يجب أن يكون منطقة آمنة.
يمكنني أن أشير إلى اتجاه متزايد من الرجال الذين يأتون إلى المستشفى بزيّ مدنيّ ويضعون السلاح عند الحوض، هذه حالة شائعة مؤخرًا، رغم أنّ الحديث هو عن عرب يأتون لمستشفى في منطقة عربيّة.
1 المعلومات تمثّل رأي الكاتبة ولم يتمّ فحص حقيقتها