في القسم الجامعيّ حيث أدرس هناك طالب يأتي بشكل ثابت مع مسدّس مخفي تحت بلوزته. انتبهت لذلك فقط في الدرس الأخير من الفصل الدراسيّ. بعد عطلة الصيف، عاد كأستاذ مساعد وجلس معي في المكتب، حيث المسدّس دائمًا معه. رؤساء القسم، وطلاب آخرون، شرحوا لي أنّه لا شيء يمكن فعله حيث أنّ قوانين الجامعة لا تمنع حمل السلاح.
فكّرت بطالبة تمّ توبيخها لأنّها تركت أداة طعام في الغرفة المشتركة في تلك المساحة – اعتقد أنّ هذا أيضًا غير مذكور في دستور الجامعة، لكنّه يزعج الطلاب. لم أعرف كيف أتقبّل أنّ مضايقة من نوع ترك أداة طعام هي أمر يستوجب التوبيخ، في الوقت الذي لا يتمّ فيه فعل أيّ شيء مع مضايقة من نوع سلاح فتّاك.
بادرت إلى حديث معه لكي أشرح صعوبتي وأسأله إذا كانت هناك إمكانية ألّا يدخل مع سلاح للمكان. شرح لي الطاب أنّ عليّ أن أتقبّل أمورًا غريبة عن عالمي مثلما يتقبّل هو أمورًا غريبة عن عالمه، مثل بنات يلبسون ملابس غير محتشمة.
للأسف، لم أنجح حتّى الآن بإقناع شخص في المؤسّسة بأنّ السلاح يجلب معه خطرًا لا يمكنني مواجهته، عندما أضطر للاعتماد على وضع إدراكيّ ونفسيّ لإنسان لا أعرفه ويسمح لنفسه أن يعطيني ملاحظة عن ملابس البنات في القسم.
للأسف، حق الإنسان بحمل السلاح لديها أولوية أكثر من الحق بأمن كلّ البيئة المحيطة.