خلال فترة التخصّص في مكتب محامين بالقدس، كان أحد الزملاء يجلب معه سلاحه للمكتب ويضعه على طاولة المكتب. كنت كلما أرفع رأسي عن شاشة الحاسوب أرى السلاح أمام عينيّ، تقريبًا كلّ يوم على مدار سنة كاملة.
إلى أن قلت له عند انتهاء أحد الأيّام أنّ هذا يضايقني فشرح لي أنّ الأمر بدوافع أمان، بينما كان يمزح حول ضحايا الحرب الذين “قتلهم”.
لا أذكر الإحساس بالضبط لكنّي كنت بحالة عدم راحة متواصلة.
في مكتب فيه 50 موظّف/ة تقريبًا، كلّهم يهود، لم يوبّخه أحد على سلوكه المرفوض.
جررت معي هذه التجربة لسنين، واستوعبت، بعد عقد من الزمن، أنّني تعرّضت للعنف.