نُشر في الفيسبوك 4.4.2018
صديقتي فاطمة، شابة في العشرين من عمرها، عربيّة من باقة الغربيّة، تلبس الحجاب، وهي طالبة فنون متعدّدة المجالات في شنكار. سافرت فاطمة اليوم في حافلة رقم 1 بتل أبيب للقيام ببعض الترتيبات، وفي مرحلة معينة توقفت الحافلة لمدّة عشر دقائق بسبب أعمال حفريات في الشارع. كانت هناك حقيبة وحيدة في أحد جوانب الحافلة، لم يقف قربها أحد، وفاطمة كانت في منطقة الحقيبة، رجل كبير في السن انتبه للحقيبة وبدأ يسأل لمن تكون، ولم يجبه أحد، وبدأت عيناه فجأة بالتحوّل باتجاه فاطمة!
من هنا بدأت القصّة، رويدًا رويدًا بدأوا بالتهجّم عليها وسؤالها إذا كانت الحقيبة لها أم لا! وإذا كانت قنبلة أم لا! وصار كلّ شيء عنيف في الحافلة! أحدهم ناداها يا مخرّبة! فاطمة كانت مصدومة! ولم تعرف كيف عليها أن تتصرف في هذه الحالة! لم يأت أحد لأخذ الحقيبة، التي لم تكن لفاطمة، والوضع في الحافلة صار أصعب وأخطر! نادوها يا مخرّبة واشتبه الركّاب بها، إلى أن جاء جنديّ ورفع السلاح في وجه فاطمة! ابنة الـ20 عامًا، طالبة الفنون!
أصبحت هناك حريّة لرفع السلاح في وجه المواطنين! في الحافلة وفي الأماكن العامّة!
كما أصبحت هناك حريّة للاشتباه بشابة أنّها مخرّبة! فقط بسبب حجابها! أصبحت هناك حريّة للكراهية والعنصريّة!
مرّت 10 دقائق مثل جهنم بالنسبة لفاطمة، التي اضطرت أن تعيش هذه التجربة فقط لأنها عربيّة، حتى جاءت صبيّة إثيوبيّة من الجهة الثانية للحافلة وقالت إنّ الحقيبة لها!
لا أريد أن أردّ! أو أن أقول رأيي بالنسبة لهذه القصة التي حكتها لي فاطمة هاتفيًا! كانت مصدومة! لم تبكِ ولم تصرخ! حكت لي القصة بقمّة الهدوء والسكينة، لم تستوعب بعد القصة التي عاشتها، ومعها حق! مستحيل استيعاب الأمر، فنحن كمواطنين في الدولة، في عام 2018، في تل أبيب “اليساريّة والديمقراطيّة”، ما زلنا نعيش الكراهية، والعنصريّة، ونُعاني، ونُصطدم بمثل هذه القصص في كلّ يوم من حياتنا، فقط لأننا عرب.
عليكم أن تخجلوا!