سكنت وصديقتي في نفس البناية في فترة الجامعة (حوالي 2002)، في شارع “روحاما” على حدود يافا-تل أبيب. كانت لكلّ واحدة منّا شقّة خاصّة بها مكوّنة من غرفة صغيرة. سكنّا مقابل بعضنا البعض، وفي معظم الأحيان لم نتكلّف حتّى بإقفال الباب كي نتمكّن من الانتقال من شقّة إلى أخرى بسهولة، على الرّغم من أنّ المزيد من الناس يسكنون في البناية. كانت صديقتي تعمل في شركة أمنيّة، وكانت تحضر سلاحها الشّخصيّ معها إلى الشقّة. كانت مسؤولة جدًّا، وتتأكّد من أنّ السلاح مقفل، وتضعه في خزنة صغيرة. على الرغم من ذلك، كانت البناية مفتوحة ومُتاحة، وكان موقعها في قلب حيّ سمعنا فيه صوت إطلاق نار بشكلٍ دائم. كانت الخزنة صغيرة ولا توجد أيّ مشكلة في حملها لورشة وكسرها. لم يكن من الصعب أيضًا أن يصل أحد سكّان البناية إلى الخزنة إذا أراد ذلك. راودتني هذه الفكرة في كلّ مرّة كنت أسمع فيها الزوجان اللذان يسكنان في نهاية الرواق يتشاجران، وكان الرجل يصرخ ويلقي أشياءً في الغرفة.
على مستوى تجربتي الشّخصيّة، كنت واثقة أنّ صديقتي ليست خطيرة بأيّ شكلٍ من الأشكال، ولكن من الصعب القول إنّه في كلّ مرّة كانت فيها تخرج الخرطوشة قبل أن تقفل السلاح في الخزنة كنت أشعر أنّ الأمر طبيعيّ أو آمن، بينما ندردش عن تجاربنا في ذلك النهار بعدما تعود من العمل. بالإضافة إلى ذلك، كان لديها عشيق عنيف، ومن حسن الحظّ أنّه لم يعلم بشأن السلاح.
يبدو أنّ الأشخاص الذين كانوا من حولي لم يعلموا بشأن وجود السلاح. هناك شيء مخيف بمجرّد وجود السلاح، حتّى لو كان في “أيدي أمينة”. خطر على بالي أنّه يمكن لغلطة أن تنتهي أيضًا بكارثة.
أعتقد أنّني حاولت أن أجعل من حضور السلاح أمرًا طبيعيًّا وألّا أفكّر بالموضوع أكثر من اللزوم، بمنطق أنّني “كنت في الجيش في السابق، وكنت معتادة على ذلك”. أو على الأقلّ، هذا ما كنت أقوله لنفسي. أعتقد أنّني حاولت أن أعوّد نفسي لأنّني لم أكن قادرة على إقناع صديقتي بالاستقالة، نظرًا للخلفيّة والصعوبات المادّيّة.