عندما كنت جنديًا، بالضبط بعد أن تجنّدت، ناداني صديق العائلة لمحادثة. صديق عربيّ، إنسان رائع وبالمرّة ليس مجرمًا، لكن كما يبدو لديه بعض الخصوم في العالم. ذهبت إليه فورًا، لأنّني أحببته، وما زلت أحبّه جدًا.
قال: “نحن نعتزّ بك جدًا. أعرفك منذ كنت طفلًا، وقد تجنّدت الآن للجيش وهذا يُفرحني”.
هنا بدأت الشكوك. فهو ليس إنسانًا صهيونيًا في نهاية الأمر.
وواصل حديثه: “لست ملزمًا أن تجيبني فورًا، لكني أريد أن تعرف وتتذكّر إنني أقترح عليك صفقة- M16 مقابل 16 ألف دولار”.
كنت مصدومًا: “ماذا؟!”
قال: “تحضر لي M16 من الجيش وأعطيك 16 ألف دولار. قم بذلك متى تشاء، كيفما تريد، واقتراحي سيكون ساري المفعول”.
أجبته: “آه… لا أعرف إن كان ذلك ممكنًا…” تأتأت.
كنت محرجًا من الاقتراح. فهذا إنسان أعرفه منذ طفولتي وأقدّره جدًا.
قلت: “أعتقد أنّه إذا أخذت سلاحًا ولم أعده، سيعرفون بالأمر…” لم أكن لأقوم بذلك في كلّ حالة من الأحوال، لكن لم يكن من المناسب أن أقول له إنّه أصيب بالجنون.
قال: “أنت ولد ذكي. ستجد طريقة. ربما قبل أن يتم تسريحك من الجيش” توسّل بأدب. “لكن إذا لم تكن ترغب بذلك فأنت لست مجبرًا، قم بذلك متى شئت. هدأت. “لكن إذا كانت M16 كبيرة عليك، أحضر رصاص، ستحصل على دولار مقابل كلّ رصاصة”.
هكذا خسرت “الفرصة” لأن أصبح تاجر سلاح.
أعتقد أنّ صديق العائلة تدبّر أموره في نهاية الأمر.